روسيا تشكك بهدنة أوكرانيا مع تقدمها في كورسك | عيون الجزيرة

هذا الخبر يأتيكم برعاية موقع عيون الجزيرة الاخباري ويتمنى لكم قضاء وقت ممتع في قراة هذا الخبر بعد انتهاء المحادثات الحاسمة، التي استضافتها السعودية واستمرت أكثر من 8 ساعات، بموافقة أوكرانيا على وقف إطلاق النار فوراً مدة 30 يوماً واتخاذ خطوات نحو استعادة السلام الدائم، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليل الثلاثاء ــ الأربعاء عن اعتزامه الاتصال بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لمطالبته بالموافقة على خطته الهادفة لإنهاء الحرب القائمة منذ نهاية فبراير 2022.

وقال ترامب، للصحافيين من البيت الأبيض إن «أوكرانيا قبلت بإيقاف إطلاق النار، والآن نحتاج إلى التوجه إلى الرئيس بوتين ليوافق أيضاً حتى نتمكن من تحريك هذه العملية من نقطة الجمود»، موضحاً أنه سيتحدث إليه في الأيام المقبلة، وسيتم عقد اجتماع بين المسؤولين الأميركيين والروس.

ورغم المشادة الصادمة، التي حدثت في 28 فبراير الماضي وعلقت توقيع صفقة المعادن المثيرة للجدل، كافأ ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ودعاه إلى زيارة البيت الأبيض مجدداً، مع استئناف المساعدات العسكرية الأميركية وإعادة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا فوراً.

في المقابل، رفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف استباق النتائج والرد على المقترح قبل الاطلاع عليه، مشيراً إلى انتظار «معلومات مفصلة» من واشنطن.

وقالت مصادر روسية إنه ليس مرجحاً أن يقبل بوتين الاقتراح الأميركي لوقف إطلاق نار 30 يوماً، وأن أي اتفاق يجب أن يأخذ في الاعتبار تقدم روسيا بالمعركة ويتعامل مع مخاوفها.

وقال مصدر كبير إن روسيا ستحتاج لمناقشة شروط أي اتفاق والحصول على ضمانات «ومن الصعب على بوتين الموافقة على هذا المقترح بشكله الحالي لأنه يتمتع بموقف قوي ويتقدم».

وأوضح أنه بدون ضمانات إلى جانب وقف النار، ربما يضعف موقف روسيا سريعاً وقد يحملها الغرب مسؤولية عدم إنهاء الحرب.

وذكر مصدر روسي آخر أن الاقتراح يبدو فخاً، لأن بوتين سيجد صعوبة في وقف الحرب دون بعض الضمانات أو التعهدات الملموسة.

وأشار ثالث إلى أن الصورة الأوسع هي أن واشنطن وافقت على استئناف المساعدات وتبادل المعلومات مع أوكرانيا وزينت هذه الخطوة باقتراح الهدنة.

وكتب رئيس لجنة الشؤون الدولية بالبرلمان قسطنطين كوساتشيف، على «تيليغرام» ان «روسيا تتقدم، والأمر مختلف، وأي اتفاقات مع التفهم الكامل لضرورة التنازل، ستكون بشروطنا ليس شروط واشنطن وهذا ليس تفاخراً وعليها لإدراك أن الاتفاقات الحقيقية لا تزال قيد الإعداد».

جاء ذلك، تزامنا مع تطور ميداني وصفه الكرميلن بأنه «دينامية جيدة»، حيث أعلن الجيش الروسي أمس استعادة 5 قرى في مقاطعة كورسك، وشق طر يقه إلى بلدة سودجا، أهم مركز سكاني في منطقة، ورفعت العلم الروسي فوق مبنى البلدية، التي اجتاحتها القوات الأوكرانية، خلال تقدمها المفاجئ في أغسطس الماضي داخل الأراضي الروسية وسيطرتها على أكثر من ألف كليومتر.

وكان رؤساء المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والمجلس الأوروبي أنطونيو كوستا والبرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا رحبوا بالهدنة الجزئية وبقرار واشنطن استئناف المساعدات العسكرية لكييف، في حين طالبت الصين جميع الأطراف المعنية بالانخراط في حوار وتفاوض، والتوصل إلى خطة سلام مستدام ودائم تراعي شواغل كل طرف.

تواصل نادر

وفي حين لم تستبعد المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التواصل مع المسؤولين الأميركيين بشأن أوكرانيا خلال الأيام القليلة المقبلة، أجرى مدير جهاز الاستخبارات الخارجية (أس في آر) سيرغي ناريشكين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) جون راتكليف اتصالاً هاتفياً هو الأول منذ عودة ترامب الى البيت الأبيض.

وبحسب بيان «أس في آر»، فإن ناريشكين راتكليف، اتفقا خلال التواصل الاستخباري النادر على هذا المستوى منذ بدء حرب أوكرانيا، على أن «التواصل بشكل منتظم للمساهمة في ضمان الاستقرار والأمن الدوليين، وخفض حدة المواجهة في العلاقات بين موسكو وواشنطن».

إلى ذلك، جدد وزير الخارجية سيرغي لافروف رفض موسكو وجود قوات حلف الناتو بأوكرانيا تحت أي ظرف، معتبراً ذلك «تهديداً مباشراً». وقال لافروف، خلال لقائه مع مدونين أميركيين، إن التباين مع واشنطن «أمر لا مفر منه»، موضحا أن التدخل في أوكرانيا جاء نتيجة فشل جميع البدائل لحل الأزمة، وأنها «لو تعاونت لكانت ستبقى ضمن حدود عام 1991 دون شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس».