هذا الخبر يأتيكم برعاية موقع عيون الجزيرة الاخباري ويتمنى لكم قضاء وقت ممتع في قراة هذا الخبر
د.لويس حبيقة*
في الاقتصاد، للتعويض عن النتائج المادية الدولية السابقة، لا بد في رأي ترامب من فرض قيود وضرائب وتعريفات جمركية مرتفعة على الحلفاء قبل الأعداء حتى لو تأذى الأمريكيون عبر الأسعار والنوعية. التعريفات الجمركية المرتفعة تفرض على كندا والمكسيك ودول الوحدة الأوروبية أي على الحلفاء وبنسب عالية، وأيضاً على الأعداء كالصين وروسيا وغيرهما. يقول ترامب، إن الحلفاء استفادوا عن غير حق من مساعدات أمريكا التجارية والأمنية والإنسانية السخية، وعليهم تسديد تلك «الديون» سريعاً. أمريكا خسرت أيضاً قلبها، ومن المنتظر أن توقف كل المساعدات والهبات إلى معظم دول العالم وفقرائها. بعض الدول العربية تعتمد على هذه المساعدات والهبات وبالتالي الضرر سيطالنا أيضاً. أمريكا خسرت قلبها وجزءاً كبيراً من عبقريتها.
أما الطريقة التي يستعملها الرئيس ترامب لمخاطبة الحلفاء، ربما لا يستأهلها الأعداء. اقترح مثلا على كندا أن تصبح الولاية الأمريكية ال 51، وبالتالي تتجنب العقوبات الجمركية. يعرف جيداً أن الكنديين يكرهون هذا الاقتراح، وأنهم متعلقون بكندا وجناحيها الفرنسي والإنجليزي. اقترح على الدنمارك شراء «غرينلاند» بالرغم من أنها غير معروضة للبيع وليست هنالك أي مبررات منطقية لهذا الاقتراح. أمريكا في الداخل تحتاج إلى الكثير من الاهتمام بالمناطق والفقراء والنزاعات الشعبية القوية، وربما يجب ترك هذه الأمور الدولية المستفزة لأوقات مستقبلية أفضل. يريد إلغاء وزارة التربية وترك هذه المواضيع للولايات ال 50 بالرغم من أن دور الوزارة الفيدرالية مهم جداً ويتلخص بتوحيد الأهداف العامة وبالتنسيق بين الولايات حتى تبقى سياسات التعليم مشتركة في دولة واحدة، ولو قسمت إلى 50 ولاية.
يريد ترامب إيجاد حلول لمنطقتنا، لكن دون مراعاة لمواضيع التاريخ والحقوق والثقافة والجغرافيا، وبالتالي لا يمكن أن يصل إلى أهدافه. منطقة الشرق الأوسط قديمة ومن يحاول المشاركة في تطورها، عليه أن يدرس جيداً تاريخ الشعوب وعقليتهم وثقافتهم وتنوعهم التي تختلف كثيراً عن مناطق أخرى. مشكلة ترامب أنه لا يميز أيضاً جيداً بين حلفائه التاريخيين خاصة في أوروبا وآسيا وعَدُوَّيهِ التاريخيَّين أي روسيا والصين. الصديق في رأي ترامب هو من يفيد أمريكا مادياً وبالدولار، والعدو هو من يأخذ المادة من أمريكا غصباً عنها وطبعاً بالدولار. القيمة التي يتطلع إليها هي المادة وليس هنالك أي نظر للمواضيع الإنسانية والتاريخية والثقافية. أمريكا اليوم مختلفة جداً عن أمريكا الماضي.
أما تأثير «إيلون ماسك» فمهم. لا شك أن بعض أفكاره جيدة أي من نواحي تعزيز الإنتاجية والتنافسية واستعمال التكنولوجيا الحديثة المتطورة في القطاع العام كما لوقف الهدر. تكمن المشكلة خصوصاً في السرعة التي يريدها في التنفيذ وفي غياب المشاورات الداخلية الكافية المسبقة دعماً للأفكار وللتنفيذ. فرض الإصلاحات من فوق ودون تأييد القاعدة لا ينجح عموماً. قوة ماسك تفوق قوة بقية الوزراء والنتائج لن تكون جميعها جيدة، خاصة أنه لا يعير أي اهتمام للمعارضة الداخلية الصامتة لمشاريعه التي يمكن وصف بعضها بالمتسرعة والمتهورة.

* كاتب لبناني
شكرا لمتابعينا قراءة خبر ماذا يريد ترامب؟ في عيون الجزيرة ونحيطكم علما بان محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري موقع الخليج الاماراتي ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر عيون الجزيرة وانما تم نقله بالكامل كما هو، ويمكنك قراءة الخبر من المصدر الاساسي له من الرابط التالي موقع الخليج الاماراتي مع اطيب التحيات.
*** تنويه هام ***
موقع عيون الجزيرة لا يمت بأي صلة لشبكة الجزيرة الاخبارية او قنوات الجزيرة القطرية فنحن موقع اخباري خليجي متعدد المصادر