
هذا الخبر يأتيكم برعاية موقع عيون الجزيرة الاخباري ويتمنى لكم قضاء وقت ممتع في قراة هذا الخبر
شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، المحاضرة الثانية التي استضافها مجلس محمد بن زايد في جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، أمس الأول، ضمن الموسم الرمضاني الحالي، والتي ألقتها كاتيا شيبرهاين، خبيرة تعلم، بعنوان «عقلية التعلم: فتح آفاق الابتكار للمستقبل»، وحضرها عدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين.
وأعربت المحاضرة عن سعادتها لدعوتها لإلقاء محاضرة في مجلس محمد بن زايد، وقالت إنها عندما تزور الإمارات وأبوظبي الجميلة تشعر دائماً بالدهشة لأنها بارعة في الابتكار، مؤكدة أن الإمارات تقود مستقبل العمل، مع الأخذ في الاعتبار الاستدامة التي تتجاوز نطاق البيئة.
أشادت المحاضرة بمشروع منصة ملفي، وذهلت عند الاستماع لشرح عن مشروع الجينوم، مشيرة إلى الاهتمام بالابتكارات والتطور التكنولوجي، كما أشادت ب «تيم لاب فينومينا» بالمنطقة الثقافية في السعديات، والذي سيُفتتح قريباً، وهو تجربة فنية فريدة تنقل الزوار في رحلة حسية غير عادية، تمزج الأعمال الفنية بين الفن والعلم والتكنولوجيا وهي مصممة لإدراك الحواس.
رؤية المستقبلأكدت كاتيا شيبرهاين، أهمية أن نتطور مع الأطفال ونشاركهم في رؤية المستقبل من منظورهم، وسبق أن التقت مع أكثر من 17000 طفل حول العالم، وسألتهم «كيف تريدون أن تتعلموا؟»، وقالوا: «لا نريد أن نتعلم بطريقة التعلم المستمر وكأنه مسابقة لا تنتهي أبداً، في كل مرة نظن أننا اجتزنا اختباراً، يخبروننا بأن علينا مراجعته مرة أخرى».
وأضافت في عام 2016، رأيت صورة تركيب شريحة في دماغ الإنسان، وكان هذا بداية مشروع نيورالينك، وشعرت ببعض الخوف لأن نيورالينك أرادوا حفر ثقب في دماغي ووضع شريحة ما فيه والتي ستساعدني على التعلم بشكل أفضل، لكن أيضاً يمكنهم التحكم بي، واليوم في عام 2025 نيورالينك سيكون متاحاً خلال عام، ويمكن للجميع الوصول إليه.
وقالت: إذا قارنا واجهات الدماغ والحاسوب المختلفة، سنجد أنها تمتلك رقائق تُدخل عبر الأوردة ولا حاجة إلى حفر ثقب في الدماغ، وكل هذه التقنيات تركز على الجوانب الإنسانية، وتساعد في النطق للأشخاص الذين لم يعودوا قادرين على الكلام، والأشخاص المصابين بأمراض تؤثر في الدماغ، وحتى الأشخاص الذين لم يعودوا قادرين على المشي، يمكنهم المشي مجدداً لأننا متصلون بالآلات عبر أفكارنا، هذا هو المستقبل الذي يبدو واعداً جداً برأيي.
البشر والآلات
أضافت كاتيا شيبرهاين: في عام 2020 التقطت صورة في إكسبو دبي في جناح مخصص لتعايش البشر والآلات، وبعد ثلاث سنوات، أصبح كل هذا حقيقة، وهناك أبحاث كثيرة على الدماغ، لاستخدام أنسجة أدمغة بشرية لتحل محل مراكز البيانات الضخمة بسبب تأثيراتها المستدامة، مشيرة إلى أنها رأت الأسبوع الماضي أول حاسوب يعمل بأنسجة دماغ بشرية، فالمستقبل يتقدم بسرعة كبيرة، وعلى الإنسان الاستمتاع بمتعة التعلم بدلاً من الخوف من عدم مواكبة التطور، وعلينا أن نجعل التعلم متاحاً حتى لأولئك الذين يخشونه.
وأوضحت أنه إذا أردنا أن نصنع المستقبل، فعلينا أن نرى من خلال أعين أطفالنا، الأجيال الشابة، مشيرة إلى أنها سألت الأطفال الذين التقتهم عالمياً كيف تريدون أن تتعلموا وبمن تثقون أكثر، فكانت إجابتهم تيك توك في الدرجة الأولى، والمعلمون في الدرجة الثانية، والأمهات في الدرجة الثالثة.
وقالت إن التكنولوجيا أتاحت للأطفال وطلبة المدارس عالمياً التقاط صورة لكتاب، وربطه بالإنترنت، وتلخيصه، وذلك قبل ظهور شات جي بي تي، وأدخلوه إلى ترجمة جوجل، وترجموه إلى عدة لغات ثم عادوا به إلى الإنجليزية، ولم يتمكن أي معلم من اكتشاف أنه كان في الواقع مسروقاً، وكانوا يخدعون معلميهم قبل أن نعرف حتى بوجود شات جي بي تي، ويوجد اليوم عين جينية، وهناك بالواقع روبوتات محادثة تتحدث إلى روبوتات محادثة أخرى، وتطبيق سناب شات يحتوي على أصدقاء افتراضيين، يمكنك استخدامهم، وهذا مخيف بعض الشيء لأنه يتدخل في حياة الأطفال.
التطور التكنولوجيأشارت كاتيا شيبرهاين، إلى أن التطور التكنولوجي وصل إلى ابتكار نظارات ذكية بسيطة متصلة بالهاتف تساعد في تفاصيل الحياة اليومية والقراءة بعدة لغات، فالعالم يتغير، مشيرة إلى الميتافيرس وهو عالم افتراضي نلعب ونتعلم وننمو معاً، مؤكدة أهمية البحث عن المبدعين والمتميزين وتبنيهم وتشجيعهم وعلينا استخدام كل البيانات التي نجمعها من الأطفال المبدعين للمشاركة في صنع مستقبل لهم.
وقالت: الواقعية هي أن الفشل أمر مقبول، وأحياناً نتعلم من الفشل أكثر إذا استطعنا مناقشته بصراحة، ويجب الاهتمام بالتحلي بالتعاطف، والتفكير المتعدد الأبعاد وهو القدرة على رؤية الروابط بين شيئين يبدوان غير مرتبطين.
المشاعر والتكنولوجيا
أكدت المحاضرة، أهمية المشاعر، خاصة في عصر التكنولوجيا، مشيرة إلى أنه عند قياس عقلية التعلم لدى الناس، وجدنا أن المحفزات الفعلية هي المشاعر، وكذلك الكفاءات البشرية الفريدة، أهمية التكيف مع التكنولوجيا ومع المستقبل، مشيرة إلى انه يتم اختبار ذلك حالياً، على سبيل المثال، والتعاون مع شرطة دبي لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا بناء شيء معاً لمساعدة الناس على النمو.
وتطرقت إلى الفرق بين التعاطف والقيادة، قائلة التعاطف هو استراتيجية فهم ما يحفز الناس، وكيف يمكن استخدام استراتيجية لإحداث التغيير لديهم، والقيادة التحويلية تجمع كل هذا معاً، وهي امتلاك كل هذه الكفاءات البشرية لفهم الناس وتمكينهم من سد الفجوة بين الحاضر والمستقبل، وبالتالي القيادة التحويلية هي أن تكون قائداً متعلماً، وحب التغيير وإلهام الآخرين، والرعاية لدفع الآخرين نحو التغيير.
وأشارت إلى ثلاث نصائح للمستقبل وهي: الأولى يجب أن نراعي الكفاءات الإنسانية الأصيلة بين الطلبة، والثانية أن يكون الذكاء الاصطناعي جزءاً منا وفي المؤسسات وفي التعليم وسد الفجوة بين الأجيال، والثالثة البحث عن الابتكارات الجديدة والتقنيات التي تُستخدم بالفعل من قبل الأجيال الشابة، وجعل التعلم والتكنولوجيا جزءاً من استراتيجية الشركات والمجتمع مشيرة إلى أن هذا ما يطبق في الإمارات.
الخيال هو ما يميز القادة التحويليين
في بداية المحاضرة، تم استطلاع رأي الحضور بطرح سؤال وهو: ما هي المهارة الإنسانية الحقيقية التي تعتبرونها الأكثر أهمية للنجاح في عالم سريع التغير؟ وطُلب منهم استخدام أجهزه التصويت لاختيار إجابة من بين 8 خيارات وهي: سعة الخيال، الفضول العلمي، العقل المنفتح، التفاؤل، الواقعية، المرونة، التعاطف، والتفكير متعدد الأبعاد.
وقالت كاتيا، إن الفضول العلمي سيحتل مرتبة عالية جداً في إجابات الحضور، حيث اختار 24% من الحضور الفضول العلمي، و22% المرونة، و10% سعة الخيال، و11% العقل المنفتح، و6% التفاؤل، و4% الواقعية، و7% التعاطف، و16% التفكير متعدد الأبعاد.
وأشارت إلى أن الخيال هو ما يميز القادة التحويليين عن غيرهم، فهو القدرة على رؤية المستقبل وخلق المستقبل، وتحمل المخاطر ومزجه بالواقعية والتفاؤل.
الوظائف الأكثر طلباً في 2030
في نهاية المحاضرة التي أدارتها مريم أحمد حسني، رئيسة قسم المواكبة والابتكار في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، عقدت جلسة نقاشية شارك فيها كل من يعقوب الزعابي مدير إدارة الاستراتيجية والمستقبل في مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، والدكتور ليو كيت، العميد التنفيذي في كليات التقنية العليا في أبوظبي، وراما كنج، أخصائيّة علم نفس تربوي في عيادات فالنس في دبي.
وقال يعقوب الزعابي، عن العناصر الأساسية في تشكيل نمو الطفل وتعليمه في ظل التغيرات الديموغرافية الحالية، إن التحول الأول هو النظر إلى التعليم وتنمية المجتمع وتنمية الإنسان كقطاع متكامل، بدلاً من اعتبارها ثلاثة قطاعات منفصلة تعمل على تحقيق مخرجات مستقلة، والنظر إليها كقطاعات مستقلة ولكنها مترابطة ومتشابكة بشكل كبير، والتحول الثاني الذي يحدث الآن هو أن التعلم يحدث على مدار رحلة الحياة بأكملها، ولم يعد مقتصراً على الفصول الدراسية، حيث يكون التعلم أساسياً للجميع، ومن الجميع، وعند الحديث عن فلسفة المسؤولية الجماعية نشير إلى صناع السياسات ومقدمي الخدمات، والآباء والأوصياء، والأطفال أنفسهم والمعلمين، والجميع يجب أن يكونوا معلمين ومتعلمين في الوقت ذاته.
فيما قال الدكتور ليو كيت عن الوظائف الأكثر طلباً في عام 2030، سبق أن طرحت على منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي سؤالاً: ما هي الوظائف التي يُتوقع أن تكون مطلوبة خلال السنوات الخمس القادمة؟ إحدى الوظائف التي ذكرها كانت مدقق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وكذلك وظيفة مهندس ميتافيرس أو مطور برامج الحوسبة الكمومية، ووظيفة معالج نفسي مختص في التخلص من الإدمان الرقمي، ووظيفة مهندس التعلم.
وأشار إلى أن التكنولوجيا ستكون في الصدارة، ويجب تعليم الطلاب كيفية الإلمام بالمهارات الرقمية وفهم الذكاء الاصطناعي، وكيفية العمل مع التكنولوجيا. ينبغي للطلاب اكتساب مهارات العمل العابر للحدود، والتخصصات المتداخلة أصبحت أكثر أهمية، ونريد لطلابنا أن يكونوا مفكرين نقديين وأن يكونوا قادرين على حل المشكلات بطرق إبداعية، وبارعين في التواصل.
وقالت راما رداً على سؤال عن البيئة الأمنة للتعلم في المنزل والمدارس وحتى في أماكن العمل، نطلب من الأطفال المخاطرة.وأضافت أن الأطفال في المدارس ما يزالون يخضعون للاختبارات، وتُمنح لهم الدرجات، مشيرة إلى أن أبرز مشكلة صحية نفسية في العيادات هي القلق لدى الأطفال الناتج عن الضغط لتحقيق أداء أكاديمي أو اجتماعي معين، وإذا لم نتحرك الآن ونعالج هذا الأمر، فإننا نخاطر بوجود جيل مستقبلي من الأفراد الذين يخشون المخاطرة.
المحاضرة في سطور
كاتيا شيبرهاين، حاصلة على درجة البكالوريوس في الاقتصاد التطبيقي والماجستير في إدارة الأعمال الدولية من كلية انتويرب للإدارة، ودرست التفكير التجاري المنهجي واستراتيجية التعلم الرقمي في كليو سلون للإدارة التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهي خبيرة تعلم استراتيجية معترف بها دولياً، وخبيرة في مجال انظمة التعلم المعززة بالذكاء الاصطناعي وتطوير التفكير، وكاتبة ومؤسسة لشبكتي هابت أوف إمبروفمنت وسكولدو، وكذلك مؤسسة ليرنينغ مايندست.
وتكرس نفسها للأعمال الخيرية حيث أسست مؤسسة تساعد الأطفال على أن يكونوا رقميين، واستفاد من مبادراتها أكثر من 15 ألف طفل، وتقدم المشورة للشركات المتعددة الجنسيات والحكومات في جميع أنحاء العالم بشأن استراتيجيات التغيير والابتكار والقيادة وتعزيز ذهنية التعلم من أجل التناغم السلس بين الإنسان والآلة.

شكرا لمتابعينا قراءة خبر الامارات الان | كاتيا شيبرهاين: الإمارات تقود مستقبل العمل وتحقق إنجازات مثيرة | عيون الجزيرة الامارات في عيون الجزيرة ونحيطكم علما بان محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري موقع الخليج الاماراتي ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر عيون الجزيرة وانما تم نقله بالكامل كما هو، ويمكنك قراءة الخبر من المصدر الاساسي له من الرابط التالي موقع الخليج الاماراتي مع اطيب التحيات.
*** تنويه هام ***
موقع عيون الجزيرة لا يمت بأي صلة لشبكة الجزيرة الاخبارية او قنوات الجزيرة القطرية فنحن موقع اخباري خليجي متعدد المصادر