يأتيكم هذا الخبر برعاية موقع عيون الجزيرة الاخباري
الدوحة - قنا
أهازيج ترن في الأذن محملة بعبق التراث الأصيل، نترنم بها عند منتصف شهر شعبان من كل عام ابتهاجا بليلة النافلة التي تبشر بقدوم شهر رمضان الفضيل.
ومع مغرب ليلة منتصف شعبان، تضج الفرجان و/السكيك/ بجلبة الأطفال من كلا الجنسين وهم حاملون الأطباق لتوزيعها على الجيران وأهل الحي، والبعض منهم يرددون في فرح وحبور:
يا النافلة يا أم الشحم واللحم
يا النافلة يا أم الشحم واللحم يا رافعة اللي عطا واللي رحم
يا رافعة اللي عطا واللي رحم يا أهل الكرم يا أهل الشيم
زيدوا العطا تزيد النعم
يا النافلة يا أم الشحم واللحم
ومع ترديد هذه الأهزوجة الخالدة ذات اللحن الجميل للموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر، بحناجر طفولية بريئة، لا تخلو من شغب طفولي.. فهذا يحرك صحنه، وذاك يتطلع لصحن صديقه ليتذوق منه، وتعم الفرحة الصغار والكبار معا في أجواء لا تنسى. وفق وكالة الأنباء القطرية.
وفي هذا الصدد قال السيد عبدالعزيز المطاوعة، باحث ومشرف مراقبة تراث ثان في إدارة التراث بوزارة الثقافة في تصريح لوكالة الأنباء القطرية قنا، إن ليلة منتصف شهر شعبان، إحدى المناسبات الدينية الهامة في قطر وجميع دول العالم الإسلامي، يكثر المسلمون فيها من العبادات والتقرب إلى الله بالصوم والدعاء وتوزيع الصدقات.
فإلى جانب الاستعداد للشهر الفضيل بوصفه فريضة دينية لها منزلة خاصة في النفوس، ولأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم. اعتاد الناس أن يستقبلوا هذا الشهر بممارسة عادات وتقاليد معينة مرحبين ومستبشرين بقدومه، مشيرا إلى أنه في ليلة (النافلة)، تعم الفرحة جميع أفراد المجتمع ويستعدون لرمضان نفسيا ووجدانيا ويوفرون ما يلزم البيت من طعام ومن أهم مظاهر التحضير لقدوم الشهر المبارك تقام مناسبة جميلة ومعبرة وهي ليلة النافلة وهي من العادات الشعبية السائدة والتي عادت لتظهر في المجتمع القطري بشكل قوي وتقام في منتصف شهر شعبان. وهي ليلة مباركة يتم إحياؤها وقيامها بالتعبد والذكر وتلاوة القرآن وفيها ثواب كبير .
وأوضح المطاوعة أنه في ليلة منتصف شهر شعبان ليلة النافلة - تكون جميع منازل أهل قطر في ذروة الاستعداد لاستقبال شهر رمضان، حيث ورد حديث شريف عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم شهر رجب قولوا اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان). لافتا إلى أن أهل قطر اعتادوا في الماضي والحاضر إحياء ليلة النصف من شهر شعبان بالإكثار من العبادات وعمل الخير لا سيما توزيع الأطعمة على سكان أهل الحي وعلى الفقراء والمحتاجين. ويفرح الأطفال كما يفرح الجميع بهذا اليوم الاستثنائي ويتجمعون حول أمهاتهم في المطبخ ليشهدوا عملية الاستعداد لتوزيع الأطعمة على أهل قاطني الحي / الفريج /.
وأضاف: بعد أن تقوم الأمهات بوضع الأطعمة المتنوعة في الأطباق والمعروفة في المجتمع القطري مثل العصيدة والهريس والمضروبة والعيش المجبوس واللقيمات والساقو وغيرها، يقوم الأطفال بحملها وتوزيعها على الأهل والأقارب والجيران قاطني الفريج والذين بدورهم يكرمون الأطفال بإعطائهم الأرز المطبوخ أو التمر أو أي طعام أعد لهذه المناسبة. إثر ذلك يجتمع الأطفال على ساحل البحر أو في إحدى الساحات القريبة من الفريج، وكل يحمل معه صحنه مرددا أهزوجة النافلة.
وتابع:" خلال ترديد هذه الأهزوجة يؤرجح كل طفل صحنه قليلا، ويحاول بعض الأطفال تناول لقمة من صحن الطفل الآخر، وبذلك تضفي ليلة النصف من شعبان أجواء من السعادة والفرح ونحن نشاهد الكبار والصغار مبتهجين، ويحمل كل فرد صحنا ليعطيه لفقير أو مسكين أو لجار عزيز.
وأكد الباحث التراثي ، أن النافلة أم الشحم واللحم دليل على الخير والبركة في مجتمعنا القطري. وتوزيع الأطعمة المتنوعة بهذه المناسبة فيه نوع من الحب والرحمة والمودة والتواصل مع الآخرين والاستبشار بدنو شهر رمضان المبارك، معبرا عن رجائه بأن تدوم هذه العادة الجميلة وأن نحافظ عليها وننقلها جيلا بعد جيل للتعبير عن أصالتنا وانتمائنا للعالم الإسلامي الذي يدعو للرحمة والمودة والتسامح والتواصل مع الآخرين بشتى الطرق.
وعدد المطاوعة في ختام تصريحه لـ /قنا/ عددا من الفوائد الاجتماعية لهذه العادة الأصيلة سواء للكبار أو للصغار، إذ تساهم في توثيق الترابط بين السكان وزيادة مشاعر المحبة والمودة بين أهل الحي الواحد والمنطقة الواحدة. إضافة لأجرها عند الله ودورها التربوي الكبير المتمثل في تلك العادة الجميلة في مجتمعنا، وفيما يتعلق بالأطفال سواء بمشاركتهم في توزيع الطعام على الجيران أو الإحساس بالفقراء من سكان الحي والمنطقة، حيث إن لهذه العادة دورا إيجابيا آخر يتمثل في الترفيه عن الأطفال بالغناء الذي لا يخلو من قيم تربوية إذ يدعو الأطفال لأمهاتهم وآبائهم، ويطعمون باقي الأطفال المشاركين في هذا اليوم وهذه الممارسة أو العادة الشعبية تساهم وتهيئ الأطفال بصورة تلقائية للتعلم والنمو والتكيف في نظامهم الاجتماعي الكبير بفضل ما تتطلبه من مشاركة وجدانية وتعاون وتوثيق روابط الألفة والمحبة بينهم، ونمو صفة الكرم ومساعدة الآخرين من خلال توزيع واستلام الأطعمة في هذه المناسبة التي تشد الطفل إلى عادات وتقاليد مجتمعه ولأهمية الحدث الديني الذي سوف يقبل عليه المجتمع وهو شهر رمضان المبارك.
جدير بالذكر، أن ليلة منتصف شعبان، التي يحتفي بها العالم الإسلامي لها عدة مسميات، ففي قطر وبعد دول الخليج العربي تسمى /النافلة/ و/حق الليلة/ في الإمارات، وفي المغرب /شعبانة/ أو /العواشر/، بالإضافة إلى عدد من المسميات في دول إسلامية من قبيل: /ليلة البراءة/، /ليلة الدعاء/، /ليلة القسمة/، /ليلة الإجابة/، /الليلة المباركة/، /ليلة الشفاعة/، ثم /ليلة الغفران والعتق من النيران/.
وإن تعددت الأسماء في دولنا العربية والإسلامية فإن الهدف منها واحد وهو التقرب إلى الله عن طريق النوافل والصدقات.
تجدر الإشارة إلى أن الاحتفاء بـ/النافلة/.. هذه العادة الحميدة لا تخالف الشرع، حيث إن إحياءها والاحتفاء بها هو احتفاء بقدوم شهر رمضان الفضيل إذ يسعى الأهالي إلى تعويد أبنائهم على أن يعتبروه نافلة خير وبركة وتواصل وإحسان، فضلا عن ترغيب الصغار وتحبيبهم في شهر الصيام واستقباله.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
شكرا لمتابعينا قراءة خبر أخبار قطر | "النافلة ".. تراث أصيل يقاوم الاندثار ويبشر بقدوم شهر رمضان الفضيل | عيون الجزيرة قطر في عيون الجزيرة ونحيطكم علما بان محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري الشرق ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر عيون الجزيرة وانما تم نقله بالكامل كما هو، ويمكنك قراءة الخبر من المصدر الاساسي له من الرابط التالي الشرق مع اطيب التحيات.
*** تنويه هام ***
موقع عيون الجزيرة لا يمت بأي صلة لشبكة الجزيرة الاخبارية او قنوات الجزيرة القطرية فنحن موقع اخباري خليجي متعدد المصادر
أخبار متعلقة :