أخبار قطر | سفيرنا لدى مصر لـ "الشرق": زيارة السيسي للدوحة دفعة قوية لعلاقات البلدين ولجهود الوساطة  | عيون الجزيرة قطر

الدوحة – موقع الشرق 

أكد سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري سفير دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية أهمية الزيارة التي يقوم بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة إلى الدوحة حالياً، مشيراً إلى أنها تمثل دفعة قوية لانتقال علاقات البلدين إلى آفاق أرحب، وكذلك لجهود الوساطة في غزة بالإضافة للتشاور حول قضايا المنطقة.

وقال سعادة سفير دولة قطر لدى مصر – في تصريحات خاصة لـ "الشرق" اليوم الأحد – تربط دولة قطر وجمهورية مصر العربية علاقات تاريخية قوية متأصلة من الترابط والتلاحم والتضامن على مستوى القيادتين وعلى المستويين الرسمي والشعبي.

زيارات متبادلة 

وأشار إلى أن زيارة فخامة الرئيس المصري تعد الثالثة إلى الدوحة، حيث سبقها زيارة في 13 سبتمبر 2022، ومشاركة فخامته في حفل افتتاح بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 في نوفمبر من نفس العام، وتأتي كذلك بعد الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله إلى مصر في يونيو 2022،، كما زار سموه القاهرة ثلاث مرات خلال الفترة من أكتوبر 2023 وحتى مارس 2025 دعماً لجهود مصر في نصرة القضية الفلسطينية، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في تعزيز العلاقات بين البلدين وفتح آفاق جديدة من التعاون لتشمل العديد من الملفات والقضايا السياسية والاقتصادية.

وأضاف أن زيارة الرئيس السيسي ⁠إلى الدوحة تساهم في الانتقال بعلاقات البلدين إلى مرحلة جديدة من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وإلى آفاق أرحب، حيث تشهد علاقات البلدين المزيد من النمو في كافة المجالات وخصوصاً السياسية والاقتصادية والثقافية.

رؤى مشتركة 

وشدد السفير طارق علي فرج الأنصاري على أن ⁠هذه الزيارة تأتي في مرحلة حساسة يمر بها الشرق الأوسط والوطن العربي ولكن تشهد فيها العلاقات الثنائية بين البلدين المزيد من الترابط واللحمة والنمو في كافة المجالات وخصوصاً السياسية والاقتصادية والثقافية،

كما تواكب هذه الزيارة الأحداث  المتسارعة والحرجة التي تتعرض لها المنطقة،، والتي بحاجة إلى التنسيق والتباحث والتشاور وتبادل الرؤى، حيال القضايا الدولية والإقليمية المختلفة ولا سيما القضية الفلسطينية، فكلا البلدين يستشعران التحديات الإقليمية والعالمية ويتعاملان معها بمسؤولية وصدق.

وقال سعادة السفير : تعطي هذه الزيارة دفعة قوية للجهود المصرية القطرية الدؤوبة والصادقة وفي ظل القيادتين الحكيمتين  ودورهما المحوري في عمليات التفاوض والوساطة للعمل علي تثبيت وقف إطلاق النار في فلسطين المحتلة لوقف العدوان الإسرائيلي، ولودخول المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى قطاع غزة، فضلاً عن استمرار الجهود المشتركة للتنسيق مع الجانب الأمريكي اتصالًا بجهود الوساطة.

وأضاف:  يتشارك البلدان في موافقهما الموحدة اتجاه القضايا العربية والاقليمية والدولية، كما تمثل الزيارة فرصة للتشاور حول سبل تهيئة الظروف لإعادة الإعمار فى غزة، ونجاح مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أراضيهم.

وتابع سعادته: تعكس الزيارة رغبة الجانبين في استمرار التنسيق المشترك للعمل على خفض التصعيد في المنطقة، وتجنيب الإقليم الانزلاق إلى مزيد من التوترات، وضرورة العمل المشترك بين الجانبين للتوصل لتسوية سياسية تضمن إرساء الاستقرار في المنطقة من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٧٦ وعاصمتها القدس الشرقية، كحل نهائي للصراع.

وأكد سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري أن الزيارة تتويج للتقدم المحرز في عمل الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية الشقيقة في عام 2024, للدفع بآفاق التنسيق السياسي والتعاون الاستثماري والاقتصادي بين البلدين، وبحث آقاق الاستثمار بين الجانبين، حيث شهدت العلاقات القطرية - المصرية تطوراً في تلك الجوانب بفضل توجيهات سمو الأمير المفدى وجهود الدفة الدبلوماسية لمعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.

نمو العلاقات الاقتصادية 

⁠على الصعيد الاقتصادي وبالتحديد في المجال الاستثماري، أكد سعادة سفير قطر لدى مصر أن هناك مساعي كبيرة لتوسيع الاستثمارات بين البلدين، وشهد الطرفان زيارات ومحادثات متبادلة في هذا الشأن، وآخرها زيارة سعادة الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل المصري إلى الدوحة في شهر فبراير من هذا العام، وسبقه زيارة سعادة الشيخ/ محمد بن عبدالله آل ثاني وزير المواصلات القطري إلى جمهورية مصر العربية في شهر يناير، وكذلك الاجتماع خلال نفس الزيارة برئيس غرفة قطر وبحضور رئيس اتحاد الصناعات المصرية المهندس  محمد زكي السويدي. ويجري الترتيب.

وفي نوفمبر 2024، قام معالي رئيس مجلس الوزارء وزير الخارجية الشيخ/ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني بزيارة إلى جمهورية مصر العربية، والتي حظيت باهتمام كبير فيما يخص الملف الاقتصادي ومجال الاستثمار، حيث اجتمع بفخامة الرئيس السيسي ، ومعالي الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري

وكشف عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين قطر ومصر إلى 38% في عام 2024 ، إذ بلغت قيمته نحو 746 مليون ريال قطري، مقابل 540 مليون ريال في العام 2023.

⁠كما أكد أن التعاون في المجال الثقافي بين البلدين في طريقه إلى المزيد من التطور والنمو، حيث شهد هذا العام تنوعاً في التبادل الثقافي من خلال فعاليات  الاسبوع الثقافي المصري في الدوحة وبالتحديد في درب الساعي خلال شهر فبراير من هذا العام، وكذلك الاعلان عن تسمية دولة قطر بضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للعام 2027، وكذلك الجهود الجارية لإقامة اسبوع ثقافي قطري في القاهرة خلال هذا العام، فضلاً عن إقامة العديد من الفعاليات القادمة في المجال الثقافي والفني.

⁠كما أن جود عدد كبير من الجاليات المصرية في قطر يساعد على زيادة الترابط الثقافي والاجتماعي بين البلدين، حيث تعد الجالية المصرية من أكير الجاليات المقيمة في قطر، حيث يقدر عددهم بحوالي 200,000 نسمة وفقاً لتقديرات عام 2024، وهي بدورها تسهم في دعم الإقتصاد القطري، والمشاركة في عمليات التطوير والتنمية في مختلف المجالات وتحقيق رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ جنباً إلى جنب مع جهود أشقائهم القطريين

و⁠‏بالنسبة للمبادرات المجتمعية للسفارة فهي تنبثق من سياسة دولة قطر لدعم التنمية المستدامة وفي سياق سياسة وزارة الخارجية للتعاون الدولي والتي منها دعم قطاعات الصحة والتعليم والتمكين الاقتصادي، دعما للتنمية الاجتماعية في مصر الشقيقة. وذلك بالتنسيق مع الحكومة المصرية في مجالات العمل الخيري والتنموي، وصولا لمجتمعات متكاملة تنعم بالسلام والأمن والاستقرار وهذه هي فلسفة الدعم الخارجي القطري، وانطلاقا من الثقافة العربية المشتركة بين مصر وقطر التي من أعمدتها الاهتمام بالتمية الاجتماعية من خلال دعم فئات المجتمع بما في ذلك الأطفال والمعاقين وكريمي النسب الأيتام والنساء وتقديم كل أشكال الدعم للمحتاجين، للقضاء على الفقر والعوز ورسم البسمة في النفوس وزرع الأمل لمستقبل أفضل.

وأشار إلى أن هذه هي سياسة دولة قطر كعضو فاعل ومسؤول في محيطها العربي الإقليمي والعالمي كذلك واتساع مع مبادئ وأهداف ميثاق جامعة الدول العربية والأمم المتحدة