أكد بن هاربرج، الشريك الإداري في شركة «نوفو كابيتال» الذراع الاستثمارية لشركة MSA Capital والتي تدير أصولاً عالمية تتجاوز 7.35 مليار درهم، أن أبوظبي ودبي تحتضنان فرصاً استثمارية غير مستغلة تتراوح قيمتها بين 1.8 إلى 2.6 مليار درهم خلال فترة تتراوح بين 12 إلى 18 شهراً.

وقال هاربرج ل«الخليج»: إن هذه الفرص تتركّز في قطاعات استراتيجية تقود التحول الرقمي في المنطقة، وتشمل الهوية الرقمية، وشبكات الدفع المتقدمة (Finance Rails)، والبنية التحتية الذكية للوجستيات، والتوصيل في الميل الأخير، والعمليات التجارية المبنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

أضاف هاربرج أن هذه المجالات تمثل واجهة الاستثمار المستقبلي في دولة الإمارات، نظراً للتقدم التنظيمي والتكنولوجي الذي يميزها، فضلاً عن كونها مركزاً محورياً في خريطة الاقتصاد الرقمي إقليمياً.

«مبادلة» و«أبوظبي القابضة»

عن التعاون مع الكيانات الحكومية الإماراتية، قال هاربرج: إن «مبادلة» وشركة أبوظبي القابضة (ADQ) شريكان في صندوق «نوفو كابيتال» المخصص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. واستثمرنا ما يزيد على 734 مليون درهم من خلال هذا الصندوق في شركات إماراتية واعدة.

10 % حصة الإمارات من الأصول

فيما يخص حجم الاستثمارات الفعلية ل«نوفو كابيتال» في الإمارات، قال هاربرج: بلغت المحفظة الاستثمارية للشركة في أبوظبي ودبي نحو 734 مليون درهم، تعادل 10% من إجمالي الأصول المدارة على مستوى العالم.

وتابع: هذا التخصيص الكبير في السوق الإماراتية يعكس رؤيتنا لها كمركز ليس فقط لتسويق الابتكار، بل كمختبر إقليمي حيوي لتقنيات قابلة للتوسع على مستوى العالم. نحن لا نستثمر فقط في السوق الإماراتية، بل نبني من خلالها نماذج تجارية يمكن تصديرها إلى أسواق أخرى في الشرق الأوسط وخارجه.

دعم 10 شركات ناشئة

أشار هاربرج إلى أن «نوفو كابيتال» قامت، حتى منتصف عام 2025، بدعم 10 شركات ناشئة إماراتية، تنوّعت بين مراحل التأسيس الأولي ومراحل النمو. وقال: نطبق نهجاً استثمارياً دقيقاً ومتدرجاً وفقاً لنضج كل شركة.

وتابع: في مراحل التمويل الأولي (Pre-Seed/ Seed)، نقدم تمويلاً بمتوسط 1.8 مليون درهم للشركة الواحدة، ونركّز على المشاريع التي تمتلك منتجاً أولياً قابلاً للتطبيق (MVP) وتواجه تحديات واضحة ومحددة بنموذج عمل قابل للتوسع.

وفيما يتعلق بجولات التمويل من السلسلة (A) إلى (B)، أوضح هاربرج أن حجم التمويل يصل إلى 18.35 مليون درهم لكل صفقة، ويستهدف الشركات التي أظهرت أداءً أولياً قوياً، ولديها قاعدة إيرادات قابلة للنمو، وجاهزية للتوسع المحلي والإقليمي.

في حين تتجاوز استثمارات الشركة في جولات السلسلة (C) وما بعدها 18.35 مليون درهم، وتُوجَّه إلى الشركات الإماراتية التي تتمتع بإمكانات نمو استراتيجية، أو التي تستعد للدخول في صفقات اندماج واستحواذ، أو توسعات عابرة للحدود.

توزيع استثمارات

عن توزيع استثمارات نوفو كابيتال بحسب القطاعات، أوضح هاربرج أن التركيز الأكبر في الإمارات ينصبّ على القطاعات الرقمية التحويلية.

وقال: نخصص نحو70% من استثماراتنا، أي ما يعادل 514 مليون درهم، لقطاع التقنية المالية (Fintech)، بما في ذلك بنية المدفوعات، وتقييم الائتمان، والتمويل المضمّن.

وأشار إلى أن 20% من الاستثمارات، بقيمة تقارب 147 مليون درهم، تذهب لقطاع الذكاء الاصطناعي وحلول SaaS للمؤسسات، حيث تدعم الشركة تطبيقات الذكاء الاصطناعي العمودي مثل أتمتة الامتثال والتحليل التنبئي، وصولاً إلى حلول الذكاء التوليدي.

أما ال10% المتبقية، بنحو 73.4 مليون درهم، فتركز على تقنيات اللوجستيات وسلاسل الإمداد، وخصوصاً الحلول في الميل الأخير التي تخدم التجارة الإلكترونية وسلاسل التوريد للسلع القابلة للتلف.

جولات تمويلية قيد الإغلاق

أشار هاربرج إلى أن هناك عدة جولات تمويلية جديدة قيد الإغلاق في عام 2025 بقيمة تتجاوز 183.5 مليون درهم، كما أن الشركة تستعد للإعلان عن تفاصيلها قريباً ضمن مراحل التوسع القادمة.

وفيما يتعلق بالعوائد، قال: إن نتائج الاستثمار في السوق الإماراتية حتى الآن تُعد مشجعة للغاية، حيث يتراوح معدل العائد الداخلي على المحفظة بين 26 و30%، بينما يتراوح مضاعف رأس المال المستثمر بين 1.8x و2.2x.

وأضاف أن هذه النتائج تدعمها استثمارات بارزة مثل الاستثمار في شركة «تابي» «Tabby»، التي تجاوزت قيمتها السوقية 12.1 مليار درهم «3.3 مليار دولار»، إضافة إلى اهتمام متزايد من مستثمرين استراتيجيين في شركات تعمل في مجالات التمويل المضمّن وسلاسل الإمداد الرقمية، والتي بدأت بالفعل محادثات أولية لعمليات استحواذ.

الإمارات شريك طويل الأمد

قال هاربرج إن «نوفو كابيتال» ترى في دولة الإمارات شريكاً استثمارياً طويل الأمد. إن الدولة ليست فقط بيئة أعمال متميزة، بل شريك استراتيجي في صياغة مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة. نواصل التزامنا تجاه السوق الإماراتية، ونرى فيها أهم بوابة لنشر حلول ابتكارية قابلة للتوسع إقليمياً وعالمياً.