قيمة الحياة البرية

«لايف تكنولوجي»

تلعب الحياة البرية دوراً حاسماً في دعم النظم البيئية وتوفير العديد من الفوائد لرفاهية الإنسان، ومع ذلك، ألقت دراسة حديثة أجراها الصندوق العالمي للحياة البرية في سويسرا الضوء على اتجاه مثير للقلق للتقليل بشكل كبير من قيمة فوائد الحياة البرية في المناقشات العلمية والسياسية. ويكون لهذا الإهمال، كما أبرز الباحثون، عواقب بعيدة المدى على جهود الحفاظ العالمية والمستقبل المستدام لكوكبنا.
تؤكد الأبحاث التي أجراها الصندوق الأهمية الحاسمة للاعتراف بالطرق العديدة التي تسهم بها الحياة البرية في حياتنا اليومية، فمن التلقيح ونشر البذور إلى احتجاز الكربون ومكافحة الآفات، تلعب الحياة البرية دوراً أساسياً في الحفاظ على توازن النظم البيئية ودعم سبل العيش البشرية.
وعلى الرغم من هذه المساهمات القيّمة، تكشف الدراسة عن فجوة صارخة في دمج فوائد الحياة البرية في البحث العلمي وأطر السياسات. وهذا الافتقار إلى التركيز على أهمية الحياة البرية بدعم خدمات النظم الإيكولوجية لا يقوض جهود الحفاظ فحسب، بل يعرض للخطر أيضاً تحقيق الأهداف العالمية الرامية إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي والتخفيف من التدهور البيئي.
ويحذر الباحثون من أن تجاهل الفوائد التي توفرها الحياة البرية قد يكون له عواقب وخيمة على كل من النظم البيئية والمجتمعات البشرية. ويؤدي الفشل في إدراك الترابط بين الحياة البرية ورفاهة الإنسان إلى انخفاض مرونة النظم البيئية، وفقدان التنوع البيولوجي، وزيادة التعرض للتهديدات مثل تغير المناخ وتدمير الموائل.
وعلاوة على ذلك، فإن إهمال دور الحياة البرية في خدمات النظم الإيكولوجية من شأنه أن يعوق تطوير استراتيجيات فعالة للحفاظ على البيئة وممارسات إدارة الموارد المستدامة. ومن خلال الاستخفاف بفوائد الحياة البرية، نخاطر بتعريض صحة واستقرار أنظمتنا الطبيعية على المدى الطويل للخطر، مع عواقب لا رجعة فيها محتملة للأجيال القادمة.
وفي ضوء هذه النتائج، يحث الباحثون صناع السياسات والعلماء والمحافظين على البيئة على إعطاء الأولوية لدمج فوائد الحياة البرية في عمليات صنع القرار وأطر السياسات.